بسم الله نواصل الحديث حول سادس السادات الرجال السبعة ممن أثنى عليه الأئمة الأعلام و سار ذكره مسير الشمس و القمر، الإمام القدوة سيدي عبد الله الغزواني يقول العلامة اليوسي في نظمه بعد ذكره لسيدي عبد العزيز التباع في عجر البيت ☆☆ و سيدنا الغزواني نوره ساطع هو الشيخ الإمام العلامة الهمام، سلطان الأولياء و بركة العصر، العارف بجلال الله و جماله، الداعي إلى الحضرة الربانية بجميع أقواله و أحواله، ذو المقامات السنية و الأحوال المرضية، كنز المفاخر سيدي أبو محمد عبد الله بن أحمد الغزواني منسوب إلى غزوان قبيلة من العرب بالمغرب، عاش في أواخر الدولة المرينية و أوائل دولة الأشراف السعديين. كان والده ولي الله سيدي أحمد عجال من الشاوية، و سكن القصر الكبير و به توفي و دفن، و كان سيدي عبد الله الغزواني تعلم القراءة و حفظ القرآن، ثم رحل لفاس لطلب العلم بمدرسة الوادي فسمع بالشيخ أبي الحسن سيدي علي صالح الأندلسي من أصحاب سيدي عبد العزيز التباع، فذهب إلى زاويته في جماعة من الطلبة، فلما أخذ الفقراء في الذكر دخل معهم فأدركه في باطنه أمر عظيم، فرأى من بركته ما حرك بِلبابه و أنهض إلى حضرة القدس أحواله جاء في مرآة المحاسن : [إنه كشف له عن أمور عظيمة، و لما نزل به ما نزل، جلس بين يدي شيخ أولئك الفقراء أبي الحسن سيدي علي صالح و قص عليه قصته، و طلب منه أن يَقْبَلَه مريدا، فقال له الفقراء : يا سيدي اقبَله، فقال لهم : هذا عربي قوي، و سأبعثه لشيخي أبي محمد عبد العزيز التباع بمراكش] و في دوحة الناشر و ممتع الأسماع و غيرهما : [إنه لما اتصل بشيخه التباع أمره برفع الحطب إلى الزاوية و رعاية الدواب، فبقي على ذلك مدة، ثم استعمله على حياطة بستانه و خدمته فاستمر على ذلك إلى أن قال الشيخ يوما لأصحابه : قوموا بنا إلى بستان الغزواني، فانهبوا ما فيه، فذهبوا و هم مئون فوجدوا البستان عتيدا حصينا لم يستطيعوا دخوله و لا تسوره و لم يجدوا له سبيلا. فقال الشيخ : مثل الغزواني من يحمي حماه، فأذن له بالذهاب لكمال حاله و قد بقي في خدمته و التجرد للعبادة عشر سنين و كان هو وارث سره بعد موته، ثم توجه إلى قبيلة بالهبط ببني فزنكار فبنى بها زاوية و أقبل الناس عليه و انتشر صيته، و شد عدة رحلات للدعوة إلى الله في قبائل جبالة و أسس فيها عدة زوايا] و لما ذاع سيطه و انتشرت كراماته كان يقول على نفسه السلطان، فبلغ ذلك السلطان أبا عبد الله محمد المريني فوجه إلى الشيخ لما خشي منه على ملكه، فلما وصل إليه أمره بسجنه و جعله في سلسلة من حديد و بعثه إلى فاس، ثم بعد مدة أخبره أهل السجن بأمور عجيبة تقع هناك مع سيدي الغزواني بحيث أنه ينزع السلسلة من عنقه في أول الليل، و يخرج عنهم حتى إذا دخل النهار دخل إلى موضعه و رد السلسلة في عنقه، فأمر السلطان بسراحه و اعتذر إليه و طلب من الدعاء، و رغب منه أن يكون سكناه بفاس، فأجابه إلى ذلك، و أقام هناك مدة ثم صدر منهم ما دفعه إلى الرحيل فذهب إلى مراكش، و قال رضي الله عنه : ارتحلَ الأمر عن بني مرين برحيلي عنهم (يعني بذلك نهاية حكمهم)، و في رواية لما توجه إلى مراكش من فاس أخذ بُرْنُسَهُ في يده، و جعل يشير به يقول سيري معي يا سلطنة فاس إلى مراكش. ذلك أنه كان سرير ملك المرينين بفاس بعدما كان في مراكش في عهد الدولتين المرابطية و الموحدية ثم أرجع كرسي الخلافة إلى مراكش مع دولة السعديين الأشراف كتب إليه الشيخ ناصر الدين اللقاني من مصر يسأله عن تفسير الفاتحة عن طريق القوم، فكتب إليه من ذلك، فلما بلغه الجواب أعجب به فأعاد الكتابة إليه يشكره و يطريه و سأله عن القطب: أين هو؟ فكتب إليه يشير إلى نفسه فلما بلغه الجواب، قال للحاضرين من أصحابه : هذا صاحب الوقت، فمن أراد لقاءه فليتوجه إليه .. اه من كلامه و وصاياه، أنه كان يقول : من خصص بتخصيص التوحيد شهد أن لا إله إلا الله، و كان يقول : يا فلان لا تنظر إلى لفظ و لا إلى معنى، و يقول : يا فقراء اختاروا الفقراء في الفقراء، و يقول لأصحابه محذرا لهم من الدخول في الفضول حاضّا على الاشتغال بما يعني، الدنيا بسلاطينها و الدنيا بحكامها و الدنيا بقضاتها و الدنيا بكذا إلى أن يقول : و الدنيا بفقرائها يعني أهل الفضول و أنتم ها و يريهم السبحة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم وله كلام نفيس على لسان أهل الطريق نظما و نثرا، و حسبك كتابه المعروف عند الناس بكتاب : النقطة الأزلية في سر الذات المحمدية ففيه العجب و يضم بين دفتيه تصوره لعدة قضايا صوفية، وردت في شكل رسائل وأحزاب وأوراد، فضلا عن قصائده الشعرية التي تعدت ألفي بيت شعري تربى و تخرج على يديه كثير من المشايخ ومن أشهرهم بمراكش: أبو محمد عبد الله بن ساسي مؤسس زاوية شهيرة على ضفاف وادي تانسيفت بحوز مراكش دفن بها سنة 961ه، وسيدي عبد الله بن حسين الأمغاري، المتوفى سنة 976ه، مؤسس الزاوية الشهيرة بتامصلوحت في ناحية مراكش ضمن خطة للتعمير والتهيئة المجالية كان قد خط أسسها الشيخ عبد الله الغزواني، ومن تلامذته أبو النعيم رضوان الجِنوي درس على الغزواني بمراكش وبقي بعد وفاته بها زهاء السنة قبل أن يلتحق بزاوية شيخه في فاس، توفي سنة 991ه. كما نستشف من كتاب ابن عسكر أن من تلاميذ الإمام عبد الله الغزواني: يوسف التليدي المتوفى سنة 950ه والشيخ أبو محمد عبد الله الهبطي المتوفي سنة 963ه، و غيرهم كثير توفي رضي الله عنه سنة 934ه و كان من موته على ما في (تحفة أهل الصديقية) لمحمد المهدي الفاسي أنه خرج يوما على عادته إلى البادية في صلح، وخرج معه أصحابه، فغابوا ما شاء الله ثم رجعوا. فلما كان قريبا من البلد وهو راكب على فرسه سائر على الطريق، إذ رأوه قد مال عن فرسه، فأسرعوا إليه، فإذا هو ميت. فحملوه إلى المدينة ودفنوه بزاويته بحومة القصور داخل مراكش، وبنوا عليه قبة حافلة، وهي مزارة عظيمة مشهورة و صار يعرف ب ’’مول القصور’’ رحم الله الإمام سيدي عبد الله الغزواني و نفعنا الله بمحبته و رفع قدره في الدارين
y7ygqw
88sahz
nvzla5
ue6jbs
wuyioh
hfddek
e6bg44
pqte0p
wjtcy1
n1glli
3wnbex
ert9k2
18r4sj
woxdzo
i03pxx
ldjj1k
8rczyr
qb93mr
xi2pfu
vlp8lp
9tlew4
أترك تعليقا