لقد ظلت مراكش طيلة قرون من الزمن مركزا مهما من مراكز الحكم والرئاسة، وحاضرة من حواضر العلم والفكر، وعاصمة من عواصم الثقافة والأدب والفنون. فاهتبل الناس بها قديما وحديثا، وحظيت عند الخاصة والعامة، فجاء الحديث عنها مطرفا. كتب عن تاريخها المجيد جم غفير، وألفوا في ذلك المؤلفات، فاعتنوا بها وبمآثرها، واحتفوا برجالاتها فجاء ذكرها حافلا بالأخبار والطرائف واللطائف حتى صار المغرب يسمى بمراكش وأول شيء نستهل به سلستنا هو الكلام حول تسمية المدينة بمراكش. فقد اختلف المؤرخون حول مدلولها وكيفية النطق بها. فقد ذكر ابن المؤقت في السعادة الأبدية أن صاحب "القاموس" ضبط مُرَّاكِش بضم الميم وتشديد الراء وكسر الكاف. وفي الجزء الأول من "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" للإمام القسطنطيني: [ومُرَّاكِش بضم الميم وكسر الكاف وتشديد الراء: بلد بأقصى المغرب] إلا أن الشائع في الكتب والوثائق القديمة ما جاء في المجلد الثامن من معجم البلدان للحموي البغدادي ما نصه: [مَرَّاكُش بفتح الميم ثم تشديد الراء مفتوحة وبعدها ألف وضم الكاف وشين معجمة: أعظم مدينة بالمغرب، وأجلها، وبها سرير مُلك بني عبد المومن]. و مع مرور الوقت طرأ تغيير في النطق بها وأصبح الدارج في ألسنة الناس الآن مْرَّاكْش بتسكين الميم والكاف تخفيفا أما بالنسبة لمعناها، فلا يخلو من مقال، فقد تضاربت في ذلك الأقوال، وكَثُر القيل والقال. وسأقتصر على قولين اثنين، أولهما شائع في كتب التاريخ، بعيد عن الصواب عار عن التحقيق. وثانيهما قريب من الصواب لمن أمعن النظر فيه بالتدقيق أما الأول، فقد ذكر الناصري في الاستقصا: [أن يوسف بن تاشفين اختط مدينة مراكش بموضع كان يسمى بذلك الاسم، ومعناه بلغة المصامدة: امش مسرعا، وكان ذلك الموضع مكمنا للصوص فكان المارون فيه يقولون لرفقائهم تلك الكلمة، فعُرف الموضع بها] ولفظة "مراكش" لفظة مصمودية. فمعرفة مدلولها متوقف على فهم لغة المصامدة القديمة. ومن الصعب تحقيق الكلمة للاختلاف الحاصل بين اللهجة القديمة والحديثة دون الرجوع إلى المصادر والقواميس. وبالعودة إليها، يستبين أن الذي يفيده معنى "امش مسرعا" هو "اكرول". وليس في لسان المصامدة "مر" بمعنى "امش"، ولا "كش" بمعنى مسرعا. فيبعد حينئذ أن تكون مراكش بذلك المعنى أما الثاني، كما بينه الدكتور أحمد توفيق (وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حاليا) في دراسة دقيقة لأصل التسمية: أن اسم مراكش مركب من كلمتين: (مر أو أمر)، ومعناه عند الصنهاجيين الحماية أو الحمى أو الحرم. ولهذا سميت قبيلة "أيت إيمور" المعروفة في نواحي مراكش به لأنهم كانوا محميين أو حماة لغيرهم من القبائل. أما (اكش أو اكوش) فمعناه الله أو الرب. فيكون المعنى حمى الله أو المكان الذي ترعى فيه عهود الله. فاسم مراكش، كما يقول الدكتور أحمد توفيق، يدل على أن هذا المكان قطع به عهد إلهي أو أنه محل نشاط تجاري أو ديني أو هما معا لزم فيه رعاية المواثيق والعهود ودرء العدوان. والله تعالى أعلم
شكرا أخي زكرياء على هاته المعلومات القيمة
وفقكم المولى أخي الكريم
When history meets etymology ????. Your love of the red city is abundant and vibrant mashaellah. Keep it up brother
شكرا على المعلومة بالتوفيق
جميل جدا
849ji6
emyss7
555
555
555
555
555
555
555
555
555
555
555
555
555
555
555
555
555
555
555
x52hq0
ms06y8
hoe9vr
e28avg
ylyhgz
sligns
9gadgr
7ynwun
6e2q5b
63tq59
w3f14n
bmvpe8
bh3r6n
pmi626
aheszj
ny815s
vkzy2r
أترك تعليقا