بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين هذه الصفحة وضعتُها بالأساس لكل عاشق لهذه الحضرة البهية، حيث تُعنى بذكر الأخبار المراكشية، ونشر الفوائد والدرر التاريخية، وكذا التعريف برجالاتها العلمية وقاماتها الفكرية، مذ أول بنائها وقد قاربت الألف سنة على تأسيسها بركة من البركات جاد بها الزمان، كيف لا وقد اختار الله لها أن تكون في خير موضع، وقيٌض لها رجالا بلغوا من العلم والصلاح ما لا يخفى على كل ذي لب. فوضعوا اللبنة الأساس، فكانت فاتحة خير على الأمة جاء في الاستقصا للناصري بعد كلام ما نصه: [وفضل مراكش أشهر من أن يذكر لا سيما ما اشتملت عليه من مزارات الأولياء، ومدافن الصلحاء الكبار، والأئمة الأخيار]. حتى قال الوزير ابن الخطيب في مقامات البلدان عند ذكر مدينة مراكش: [تربة الولي وحضرة الملك الأولى]. وعبر عنها أبو العباس المقري في نفح الطيب "ببغداد المغرب"، فاشتهرت بالعلم وكان يقصدها العلماء من كل حدب وصوب للأخذ والتدريس في جامعها العظيم "جامع ابن يوسف" وكذلك المدرسة العظمى "مدرسة ابن يوسف" المتواجدة بجواره، قال ابن بطوطة: [وصلت إلى مدينة مراكش وهي من أجمل المدن، فسيحة الأرجاء، ممتعة المناظر، كثيرة الخيرات ... وبمراكش المدرسة العجيبة التي تميزت بحسن الوضع، وإتقان الصنعة ...] وغيرهم مما سيأتي معنا مفصلا إن شاء الله تعالى وأختم هذه المقدمة المتواضعة التي وضعت بين أيديكم بما جاء في المفاخر السنية في الشمائل المهدية للعلامة أبي عبد الله سيدي محمد الهشتوكي المراكشي حيث قال بعد كلام: [فلا يغفل أحد عن فضل هذه المدينة ورجالاتها، ولا يخفى ما في أهلها من السماحة وحسن السياسة والرياضة لا غلظة فيهم ولا فظاظة، ولا ينكرون عادة غريبا، ولا ينقصون أجنبيا ولا قريبا، وكل ذلك مما شحنوا به من الخيرات، وعاد عليهم من رجالها من البركات.] حرسها الله وصانها من ريب الزمان، وطوارق الحدثان، فالله أسأل أن يبارك في هذا العمل وبه أستعين وعليه التكلان
زكريا المراكشي
مؤسس موقع شذرات مراكشية