عرفت مدينة مراكش وفودَ عددٍ كبير من الأندلسيين خلال فترة حكم السلطان الغالب بالله السعدي ما يناهز 14000 نفر كما أشار إلى ذلك المنوني وكانوا يقيمون بحي رياض الزيتون وكان يسمى بحي أورخيبا نسبة إلى قرية أورخيبا المتواجدة جنوب غرناطة، لأن أصل أول هؤلاء الوافدين ممن استوطنوا هذا الحي جاؤوا من أورخيبا فسمي بذلك. وهو الحي الذي سيُطلق عليه فيما بعد ب"روض الزيتون" والذي ما زالت بعضُ دروبه شاهدةً على الحضور الأندلسي، كدرب الطليطلي، و درب البلنسي، و درب غرناطة
شُيّد روض الزيتون خصيصا لهذا الوفد الأندلسي فأقطعتهم الدولة أراضي فسيحة وكانت عبارة عن عرصات في الجانب الغربي من المدينة فاعتمرها هؤلاء الأندلسيون الوافدون من الأندلس وبنوا بها الدور والقصور، وغرسوا بها الجنات المعروشات كما جاء في ملامح من تطور المغرب (مجلة دعوة الحق)، وحصلوا من استغلال ذلك على ما أنساهم ذكر وطنهم واعتاضهم مما فاتهم به
وسمي الحي بروض الزيتون لأنه كان في بدء الأمر عبارة عن واحة للزيتون ثم تحول لحي سكني في عهد السعديين وينقسم هذا الحي إلى روض الزيتون الجديد والقديم. ويتواجدان بالقرب من ساحة جامع الفنا الشهيرة
يذكر أن السبب الذي جعل السلطان يعزل هؤلاء الوافدين الأندلسيين في حي مستقل خاص بهم هو ذلك النفور الحاصل بين المغاربة والأندلسيين منذ عقود وذلك راجع إلى الصراع القائم منذ العصر الوسيط بينهم فابن الخطيب يعبر عن ذلك بعبارة : "النفرة الطبيعية بين الأندلسيين والمغاربة"، وينقل المقري عن بعض المؤرخين الأندلسيين حيث يذكر أسباب هذا النفور فقال بعد كلام : [ ... فلا تجد أندلسيا إلا مبغضا بربريا ولا بربريا إلا مبغضا أندلسيا]
والذي اشتهر على الألسن في زمان الناس هذا رياض الزيتون بدل روض الزيتون. وكلمة "رياض" نظيرة كلمة "روض" كلتاهما جمع "روضة" فسميت بذلك أيضا
من دروبه :درب الزاوية، درب العرصة، درب السرايري، درب الطليطلي، درب الحبيب الماكني (الساعتي)، درب الطبيب، درب الجامع، درب الركراكي، درب السي موسى، درب السي فارس، درب العرصة، درب غرناطة (طريق قصر الباهية)، درب السي سعيد (السي سعيد بن موسى هو علاف أو كبير العسكر المشاة وهو أخ الصدر الأعظم با أحماد واصي السلطان العلوي عبد العزيز على العرش بعد وفاة الحسن الأول)، حولت داره إلى متحف معروف مشهور باسم دار السي سعيد، وفي آخره معلمة من أهم الكنوز المعمارية بالمغرب : قصر الباهية وهو قصر با حماد. وستكون لنا معها وقفة خاصة
وبحي روض الزيتون يوجد أيضا درب سيدي "بولوقات" حيث توجد به قبة مشهورة للعالم الجليل سيدي "بولوقات" وهو عبد الرحمان بن علي الوقاد المعافري وقد ذكره المؤرخ التعارجي في الإعلام، وقال عنه ابن غازي: فقيه حافظ محدث، وقيل إنه بلغ رتبة الاجتهاد، وكان بفاس وانتقل إلى مراكش وتوفي بها
وبين حي رياض الزيتون والملاح كانت توجد عرصة "بو عشرين" وكانت تمثل مجالا أخضر مهما في المدينة لكن الدولة حولت هذا المجال الأخضر إلى مكتب البريد وموقف للسيارات بالقرب من قصر الباهية. تنسب هذه العرصة إلى أديب مراكش في القرن 19م الحسين بن الطيب بن اليماني بو عشرين الخزرجي المكناسي الأصل والمراكشي المنشأ والولادة. كان وزيرا للسلطان العلوي محمد الرابع وألف كتابه ” التنبيه المعرب عما عليه الآن حال المغرب ” وهو مطبوع
وبجوار هذه العرصة روضة (مقبرة) سيدي الكامل التي اختفت وتنسب هذه المقبرة إلى سيدي أحمد الكامل وهو ابن الولي الصالح سيدي بو عمرو دفين رياض العروس
it7d1a
a5gtgr
mvbtpi
fxot62
rkb9d0
pdllms
9si1tv
cjnl7q
g9k46r
lx3bqg
f6zzpr
lc93z4
w9hd7r
c7gydz
frh2w2
6rqbzh
7p0mbu
vrfws4
أترك تعليقا