ازدانت فترتا حكم الدولتين المرابطية والموحدية بظهور عدد كبير من أسماء الأعلام والقامات في شتى ميادين المعرفة من علم الشريعة والفلسفة إلى الطب والفلك وغيرها، فتجاوزت شهرتهم العلمية آفاق العالم الإسلامي إلى أوربا. ذلك أن الملوك والسلاطين آنذاك، اهتموا بهذه العلوم وبأهلها، وشملوهم برعايتهم، وأتاحوا لهم الأجواء المناسبة لممارسة نشاطهم العلمي والفكري ولما كانت الأندلسُ تدين بالولاء لأمير المسلمين يوسف بن تاشفين الذي جعل مقرَ حكمِه وعاصمةَ دولتِه مراكشَ، قدم إليها الأطباء وتوافر بها الحكماء والعلماء، فازدهرت بوجودهم مجموعة من المدارس العلمية والفكرية وخاصة الطبية. فانتفع العباد وتحسنت الأوضاع الاجتماعية، وعرفت البلد تطورا علميا واقتصاديا وعمرانيا لافتا يذكر أحمد متفكر في "الطب والأطباء بمراكش عبر العصور" أن أولَ طبيب أندلسي ورد على مراكش بعد نشأتها "أبو العلاء زُهر بنُ عبدِ الملك بنِ محمد بنِ مروان الإيادي". كان طبيبا خاصا ليوسف بن تاشفين بعد أن كان طبيبا للمعتمد بن عباد بإشبيلية. كان ماهرا بالتشخيص والعلاج، مشهورا بالحذق والمعرفة، وله علاجات مختارة تدل على قوته في صناعة الطب واطلاعه على دقائقها، كما كانت له نوادر في مداواته المرضى، ومعرفته لأحوالهم وما يجدونه من الآلام من غير أن يستخبرهم بذلك، بل بنظره إلى قواريرهم وعندما يجس نبضهم ينحدر من أسرة عريقة مشهورة بالعلم والطب. فكان جدُّه محمد بن مروان بن زهر (ت 422هـ/ 1031م) شيخ زمانه وعالم عصره، وهو أول مَن رفع من شأن هذه العائلة؛ فقد كان عالمًا فقيهًا جليلاً في بلاد الأندلس. ثم خلفه في العلم ابنه عبد الملك بن محمد بن زهر، الذي نبغ في الفقه إلاَّ أنه كان طموحًا فاشتغل بالطب؛ حيث رحل إلى القيروان فتتلمذ على يد كبار أطبائها، ثم رحل بعد ذلك إلى القاهرة فنال شهرة واسعة في مجال الطب، إلاَّ أنه عاد إلى إشبيلية حتى توفي سنة (471هـ/ 1078م)، فخلفه في الشهرة ابنه أبو العلاء زهر. ولقب بـ «الإيادي» لأن أسرته من قبيلة إياد العربية، وبـ «الإشبيلي» لأنها مسقط رأسه. وهو يمثل الجيل الثاني في أسرة أصيلة، أنجبت على مر القرون - من الخامس الهجري إلى السابع الهجري ـ علماء وأدباء وفقهاء وشعراء ووزراء، وانتشر فيهم الطب أصلا وفرعا. فهو بحق وَريث الطب ومُوَرثُه، وَرِثَه عن أبيه وجده ووَرثَه لأبنائه ولأحفاده حظي في أيامه ونال منزلة رفيعة وذكرا جميلا. ذكر صاحب التكملة: [أن زُهراً أنسى الناس من قبله إحاطةً بالطب وحذقاً لمعانيه، حتى إن أهل المغرب ليُفاخرون به وبأهل بيته في ذلك]. وحل من سلطان الأندلس محلاً لم يكن لأحد في وقته، فشارك الولاة في تدبير شؤون البلد. ومع إمامته في الطب، كان مقدما في الأدب معروفا به وهو حسن التصنيف جيد التأليف جاء في "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" للمقري أن زهرا توفي بقرطبة سنة 525ه/ 1130م، ودفن بإشبيلية خارج باب الفتح، رحمه الله رحمة واسعة، وترك مؤلفات أذكر منها كتاب النكت الطبية، المسماة التذكرة كتاب جامع أسرار الطب كتاب الأدوية المفردة
eycot2
kzt7he
q0qmlp
isurmf
o77vkt
dd0tem
v0pz13
hb5lss
y109oy
3uafz8
6gip1j
6grhop
6r3krn
whuxh2
0xsj42
6g81iz
q0ltyk
mzn9rx
o7vs0l
57kun4
czlz2y
أترك تعليقا