أنشر المقال

ترجمة سيدي القاضي عياض

بسم الله نواصل حديثنا حول ثاني رجال مراكش السبعة وهو سيدي القاضي عياض. يقول فيه العلامة اليوسي في نظمه ونجل أبي عمران عياض الذي ☆☆ إلى علمه في الأكوان تصغى المسامع شيخ الإسلام وقاضي الأئمة وعلم الأعلام، عمدة أرباب المحابر والأقلام، ومفخر العلماء العظام، ياقوتة زمانه وجوهرة أوانه، أبو الفضل سيدي عياض بن موسى اليحصبي السبتي المالكي. ترجم له جم غفير من العلماء أمثال ابن فرحون في الديباج وابن خلكان في وفيات الأعيان والمقري في أزهار الرياض والشهاب الخفاجي في شرحه على الشفا وابن نصر في قلائد العقيان وغيرهم من الأكابر ما لا يحصى أثنى عليه أهل المشرق والمغرب وتنافسوا في ذلك وأشادوا بمحاسنه وذكره، ففضائله رضي الله عنه كثيرة ومناقبه شهيرة يعجز عن حصرها الحافظ ويتعب في ذكرها البليغ اللافظ. كان مولده بمدينة سبتة بشمال المغرب من شعبان سنة 476ه وتوفي بمراكش يوم الجمعة سابع جمادى وقيل شهر رمضان سنة 544ه، ودفن بباب أيلان أحد أقدم الدروب بمراكش إلا أن أصله من الأندلس جاء في الديباج : [القاضي عياض الإمام العلامة يكنى أبا الفضل، سبتي الدار والميلاد، أندلسي الأصل، قال ولده محمد : كان أجدادنا في القديم بالأندلس ثم انتقلوا لمدينة فاس، وكان لهم استقرار بالقيروان، وانتقل عمرون، وهو أحد أجداد القاضي عياض، إلى سبتة بعد سكنى فاس]. و يرجع نسبه رضي الله عنه إلى قبيلة يَحصُب بن مالك وهي قبيلة من حِمير باليمن فهو يحصبي أندلسي سبتي وفي سنة 507ه رحل إلى الأندلس طالبا للعلم، وأخذ بقرطبة عن أعلامها ورحل إلى المشرق فأخذ عن الصدفي وعني بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم، كالمازري وابن رشد، قال صاحب الصلة ابن بشكوال : [ وقد اجتمع له من الشيوخ ما بين من سمع منه وبين من أجازه مائة شيخ] ومازال هو كذلك حتى فتح الله عليه في العلم. قال ابن فرحون في ديباجه: [صار إمام وقته في الحديث وعلومه، عالما بالتفسير وجميع علومه، فقيها أصوليا عالما بالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، بصيرا بالأحكام، عاقدا للشروط، حافظا لمذهب مالك، شاعرا مجيدا، ريانا من علم الأدب، خطيبا بليغا، صبورا حليما، جميل العشرة، جوادا سمحا، كثير الصدقة، دؤوبا على العمل، صلبا في الحق] حتى قيل لولا عياض لما عُرف المغرب تولى القضاءَ في سبتة عام 515ه وظل فيه ستة عشر عاما، ثم تولى القضاء في غرناطةَ بالأندلس. حسنت سيرته بين الناس، وكانت سنين جلوسه للقضاء سنين خير على الناس أقام فيها العدل وأحسّ الناس معه بالأمان أغنى رضي الله المكتبة الإسلامية بنفائس المصنفات البديعة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر : إكمال المعلم في شرح مسلم، وهو في 29 مجلدا كما في الأزهار، وكتاب مشارق الأنوار في تفسير غريب حديث الموطأ والبخاري ومسلم، وكتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك، وكتاب الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع وغيرهم .. كما ألف كتاب الشفا في التعريف بحقوق المصطفى، من أعظم ما ألف في سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم. قال فيه ابن فرحون في ديباجه: فقد أبدع فيه كل الإبداع، وسلم له أكفاؤه كفاءته فيه، وتشوفوا للوقوف عليه وحمله الناس شرقا وغربا ولعمري لقد نثر الدر فيه من فيه، وبلغت أمانيه ما كانت تنويه من التنويه، وأشرقت من سطوره أنوار الأبهة والجلالة، وفطرت من أديمها ألفاظ النبوة والرسالة، وتيمن الناس به منذ ظهر، ونقل الشهاب عن الشيخ إسماعيل ابن المقري اليمني الشافعي صاحب الروض أنه شوهدت بركته، أي الشفا، حتى لا يقع ضرر لمكان كان فيه، ولا تغرق سفينة وجد فيها، و إذا قرأه مريض أو قرئ عليه شفي، وأنه ممن جَرَّب بركتَه لمّا ابتلي بمرض فعافاه الله. قال العلامة الشهاب : وأنا ممن جرب بركته وشاهدتها ولله الحمد. فكتاب الشفا شفاء واسمه موافق لمسماه برزت شخصية عياض في فترة الانتقال من المرابطين إلى الموحدين بسبب معارضته للمذهب الموحدي القائم على القول بالعصمة والمهدوية والإمامة، وهو ما يتعارض مع الاتجاه السني المالكي الذي يتبعه عياض، فأعلن بذلك عن ثورته الأولى سنة 536ه والثانية سنة 543ه، باعتباره شديد التمسك بالسنة، وانتهت ثورتاه بهزيمته ليجري نفيه من طرف الموحدين إلى مدينة مراكش التي بها توفي سنة 544ه إثر رميه بالرماح، كما ذكره الذهبي، من طرف الموحدين الذين قاموا بقطع جثته وجمعوا أشلاءها ودفنوها بمكان مجهول وقيل مات مسموما كذا أخبر ابن فرحون في ديياجه، لكونه أنكر عصمة ابن تومرت، وبنوا بجوار قبره كنيسة وبعض الدور، إلى أن جرى العثور على قبره بعد مرور أزيد من 200 سنة في عهد الدولة المرينية، التي أسقطت الدولة الموحدية، خلال عملية نبش أظهرت علامة القبر وتاريخه. فعمّ الفرح في أوساط الفقهاء وبنى عليه قاضي مراكش آنذاك، أبو إسحاق ابن الصباغ، قبة عظيمة ذات أربعة أوجه، وألزم الفقهاء بزيارة ضريحه والتردد عليه لتلاوة القرآن حتى اشتهر ضريح القاضي عياض الذي أصبح منذ تلك الفترة من المزارات المشهورة واحتفل به السلطان أبو الحسن المريني وكل من جاء بعده من الملوك والسلاطين وبالجملة فكان رضي الله عنه جمال العصر وفخر الأفق، وينبوع المعرفة ومعدن الإفادة. إذا عدّت رجالات المغرب فضلا عن الأندلس حسب فيهم صدرا. فرحم الله العلامة الفقيه الولي القاضي عياض رحمة واسعة و أجزل له المثوبة

التعليقات

الله يجازيك بخير

6niehl

lpctkc

5a6aic

9qd0xd

bkegc6

9e9iuc

dgjoob

vk7ygr

pm3xi5

pix3jn

m6yz7d

57csa8

egls91

wmudux

rekl4y

y2meov

u6tqrx

w4ye5y

epb0lr

أترك تعليقا









أنشر المقال

إذا لديك سؤال، استفسار أو مشاركة فأرسل لنا رسالة