أنشر المقال

ترجمة سيدي أبي القاسم السهيلي

بسم الله نختم سلسلة التعريف بالرجال السبعة سيدي أبي القاسم السهيلي وهو سابع السادات، وعلم من أعلام اللغة والحديث والفقه في الغرب الإسلامي الذي ذاع صيته شرقا وغربا، يقول العلامة اليوسي في نظمه بعد ذكره لسيدي عبد الله الغزواني أبا القاسم السهيلي دأبا أضف لهم ☆☆ إمام التقى والعلم بحره واسع الشيخ الإمام العلامة الهمام، العالم العامل والولي الكامل، المحقق المتفنن فريد عصره والمتفق على جلالة قدره، الجهبد الحُلاحِل، القاموس الذي لا يدرك له ساحل، أعجوبة الزمان في الحفظ والفهم والإتقان، سيدي أبو القاسم عبد الرحمان بن الخطيب أبي محمد بن عبد الله الخثعمي السهيلي، الإمام المشهور الضرير رضي الله عنه من قبيلة سُهيل، وهي قرية قرب مدينة مالقة الأندلسية، والخَثعَمي نسبة إلى خثعم وهي قبيلة معروفة، وقد قال ابن دِحية الكلبي تلميذ السهيلي في كتابه "المطرب من أشعار المغرب": [أملى عليَّ نسبَه وقال: إنه من ولد أبي رُويحة الخثعمي الذي عقد له الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء عام الفتح.] ولد سنة 508ه، واندرج في طلب العلم وبرع فيه، أخذ القراءات على سليمان بن يحيى وجماعة. وروى عن ابن العربي المعافري وابن طاهر الإشبيلي وابن الطراوة. وابتلاه الله في بصره إذ كف وهو ابن سبع عشرة سنين رضي الله عنه لمرض عضال ألم به كما جاء عند ابن الأبَّار في كتاب التكملة الذي قال: [وكفّ بصره بما نزل به]. وهو من أسرة علمية، فقد قال الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ: [وَلَدُ الخطيب أبي محمد ابن الإمام الخطيب]. وقد قال تلميذه ابن دحية: [سمع الموطأ على خال أبيه الفقيه المحدث الخطيب الظاهري أبي الحسن بن عياش…]، وجده أيضا كان عالما، فقد روي في الروض الأنف قول السهيلي: [وروي حديث غريب لعله أن يصحّ وجدناه بخط جدي أبي عمران أحمد بن أبي الحسن القاضي -رحمه الله- بسند فيه مجهولون…] عرف به جم غفير أمثال ابن خلكان في وفيات الأعيان وابن فرحون في الديباج المذهب والمقري في نفح الطيب وابن جعفر في سلوة الأنفاس وغيرهم، وخلاصة ما قالوا : [ كان رضي الله مالكي المذهب، عارفا بالفقه والعربية واللغة والقراءة والكلام والأصول والأدب، بارعا في ذلك، جامعا بين الرواية والدراية، عالما بالتفسير وصنعة الحديث، حافظا للرجال والأنساب والتاريخ، واسع المعرفة، غزير العلم، نبيها ذكيا، صاحب اختراعات واستنباطات، ونوادر غريبة، وبوادر في الخير عجيبة، وصلاح وفلاح، حافظا علما شهيرا، تصدر للإقراء والتدريس، وبَعُد صيته، وكان ببلده يتسوغ بالعفاف، ويتبلغ بالكفاف، حتى نما خبره إلى صاحب مراكش السلطان أبي يعقوب يوسف بن عبد المومن الموحدي فطلبه إليها وأحسن إليه، وأقبل بوجهه على الإقبال عليه، وأقام بها نحو 3 أعوام، وأخذ الناس عنه وانتفعوا به وظهرت له كرامات] يذكر سيدي ابن المؤقت في السعادة الأبدية أن سيدي الإمام السهيلي لما أتى به أمير وقته لهذه الحضرة المراكشية قال له : إني لا أطيق فراق محلي وأهلي، فأمر السلطان بتصوير محله وبنيانه بهذه البلدة على ما هو عليه ببلده مالقة، فَبُنِي كذلك ووجه السلطان لأهله من غير علم به إلى أن وصلوا للمحل الذي هو نظير محلهم، فبعد ذلك أمر السلطانُ الفقيهَ أن يجتمع بأهله في محله، فلما دخل وجد أهله والمحل كأنه محله الأصلي من غير زيادة ولا نقصان ووجد جميع ما يملكه في محله الأول حاضرا فتعجب من ذلك، وحمد الله العظيم المالك، الذي سخر له السلطان لتهيئة المسالك، ومحل سكناه سابقا هو الدرب المعروف بدرب القنارية بالحضرة المراكشية ومن كراماته رضي الله عنه الشهيرة أن من صعبت عليه قراءة النحو فليقصد زيارته يوم الخميس بالخصوص فإن الله ببركته يسهل عليه ذلك. وله أبيات مباركة مطلعها يا من يرى ما في الضمير ويسمع ☆☆ أنت المعد لكل ما يتوقع ذكرها غير واحد من العلماء وجربوها ووجدوا لها بركة، وهذا الإمام السيوطي في طبقات النحاة الصغرى قال : رأيت بخط القاضي عز الدين بن جماعة أنه وجد بخط الشيخ محيي الدين النووي: أنه ما قصد أحد هذه الأبيات ودعا الله عقبها بشيء إلا استجيب له بفضل الله و كرمه و منه روى عنه أبو الحسن العمالقي وابن العربي الحاتمي وخلق كثير، وله تآليف عديدة منها : كتاب التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام، وكتاب نتائج الفكر في علل النحو، وكتاب شرح آية الوصية في الفرائض إلى غير ذلك من التآليف المفيدة. وأما أشهر كتبه على الإطلاق فهو الروض الأُنُف والمنهل الرَّوي في ذكر ما حُدِّث عن رسول الله ورُوي، وهو في شرح السيرة النبوية لابن هشام. ويستفاد مما ذكره ابن دحية في المطرب عن كتاب الروض الأنف أنه بسببه استدعي الإمام أبو القاسم السُّهيلي إلى مراكش، فكان مقامه بالحضرة نحوا من ثلاثة أعوام إلى حين توفي رضي الله عنه و كان ذلك يوم الخميس 26 من شعبان سنة 581ه، ودفن وقت الظهر خارج باب الرب، وهو أحد أبواب مراكش، وبنيت عليه قبة حافلة بناها السلطان محمد بن السلطان عبد الرحمان بن هشام العلوي وقبره مزارة عظيمة. رحم الله الإمام أبا القاسم السهيلي رحمة واسعة ونفعنا الله به وبعلومه وبركته آمين وبه أكون قد انتهيت وتم القصد من ذكر بعض مناقب ساداتنا سبعة رجال؛ رضي الله عنهم وأرضاهم ونفعنا بهم؛ على حسب ما وصل إليه علمي وبلغه فهمي مختصرا أخبارهم على القدر الذي لا يخلو بمقامهم وإلا فأخبارهم كثيرة ومناقبهم عديدة وكراماتهم شهيرة تطلب في مصادرها التي أحيلكم عليها وهي مشار إليها ومذكورة في ثنايا الكلام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على مولانا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

التعليقات

okzt6f

hpt28w

wl4wg4

chzbgl

evwj8i

vyk4gn

huunjo

3t2xr3

u3lwmp

nf4sr5

3rjjz5

xj8i3p

utdl4p

pej0v2

zwtsg7

pnammx

ychsxm

5xn7yr

n2n67f

ropah2

przgqk

ou2aka

irisqf

2tzoi0

أترك تعليقا









أنشر المقال

إذا لديك سؤال، استفسار أو مشاركة فأرسل لنا رسالة