أنشر المقال

ترجمة لالة زهراء الكوش

أحاول في هذه المراكشية تسليط الضوء على شخصية بارزة من مشاهير الحضرة المراكشية مع كشف بعض الجوانب من حياتها الحافلة، حيث اشتهرت رضي الله عنها بعبادتها وزهدها وصلاحها بين نساء هذه البلدة الطيبة المباركة. إنها السيدة الفاضلة الصالحة، الزكيّة الطاهرة، زهراء الكوش

ذكرها ابن المؤقت في كتابه ”السعادة الأبدية“ في جملة ممن اشتهر من صلحاء وعلماء حومة الكتبيين

بُنيت عليها قبة صغيرة أمام جامع الكتبية الشهير ولا زال قبرها إلى الآن معروفا، يُزار كما هو مُبيّن في الصورة

كانت رضي الله عنها امرأة فاضلة، وُلدت في عهد حكم الأشراف السعديين وعاشت أواخر القرن ١٦ ميلادي وبداية القرن ١٧ وقد نَشأت في بيت علم وصلاح وجهاد وكرم ظلّ مقصدا للعلماء وَوِجهة للفضلاء

عرّف بها الإمام المؤرخ العلامة محمد الصغير الإفراني في ”الصفوة“ فقال : [ .. ومنهم السيدة الفاضلة زهراء بنت الولي الصالح سيدي عبد الله بن مسعود الكوش، كانت من أهل القدم الراسخ في العرفان، ومن الولاية الظاهرة، أخذت عن أبيها المذكور، ولم تتزوج قط، وقد ذُكر جمالها للسطان زيدان بن أحمد المنصور فهمّ بها، فظهر له من بركتها ما صرفه عنه، والحكاية بذلك شهيرة]

كان أبوها سيدي عبد الله بن مسعود من كبار أصحاب عبد الكريم الفلاح المدفون بقبة القاضي عياض. ولقد اشتهر رحمه الله بالكرم والجود في الأوساط المراكشية، حيث كان يطعم ألفين ومائتين كما تقول بعض الروايات وكان معروفا بجهاده، فقد واجه البرتغاليين وأُسِر في أزمور قبل اغتياله رضي الله عنه

مات والدها بعدما أفنى حياته في سبيل الله فترك بعده زهراء ابنته التي كانت مثالا للصمود والمقاومة، حيث أشهرت في وجه السلطان عبارة الرّفض، في قصر كانت فيه الحيطان تدين بالطاعة والولاء، رافضة الزّواج والقرب من الحاكم، مفضلةً لقب «جارية» على أن تكون من حريم السّلطان، مُؤْثِرةً القبوع في محراب التعبد على العيش في قصر الأمير، فسُجنت ظلما وعدوانا قبل أن يصفح عنها وتقضي ما تبقى من حياتها في عالم العزوبة والتصوف ونظم الأشعار، فكانت أوقاتها عامرة بذكر الله وكانت تقيم حلقات العلم للنساء والأطفال، تُدرسهم الفقه والأصول والتفسير وتحدثهم عن مزايا الجهاد

تشبعت بقيم ومبادئ والدها، كما تأثرت بشخصيات نسائية زاهدات من عصرها وكانت تقطن بالقرب من جامع الكتبية، وَزَاوٍية والدها كانت فرعا للزاوية الجزولية الشاذلية الأم

فقد سارت على نهج والدها في العطاء والصدقة واشتهرت بذلك ونسَجت المخيلة الشعبية حولها أساطير وقصصا جعلتها تحمل لقب «حمامة مراكش» ه

وأختم بإحدى كراماتها ما ذكره ابن المؤقت ما نصّه : [ .. وعلى ذكر السيدة زهراء، فقد حدثني من وقع له ما يذكر معها، رضي الله تعالى عنها، أنه لما كان النساء مجتمعات، في موسمها الذي يصنعنه في زاويتها بحومة الكتبيين، و لِصِبا الحاكي إذ ذاك، أراد أن ينظر إلى النسوة المذكورة، ولم يجد سبيلا إلى ذلك إلا بأن التحف لحاف النساء، ودخل الزاوية المذكورة، فلما دخل عُمي، وصار لا يرى شيئا فرجع ناكصا على عقبيه في الحال، وتاب من ذلك ورجع إليه بصره، واعتقد كمالها، وقد كان من سكان الحومة المذكورة، وهو يناهز الستين الآن عفا الله تعالى عنا وعنه]

التعليقات

نموذج للمرأة الحرة بوركت

169rit

j4qceh

g2rdgu

a9x3r8

3ckmz2

t2nig2

kzvn8q

5acc3j

xf2sgb

5hdwo9

nmhvaq

7dkfkw

ceuoyk

jsp5sq

y8bddb

zot07g

vp7qu1

0jkd85

bjf1xu

gact2k

أترك تعليقا









أنشر المقال

إذا لديك سؤال، استفسار أو مشاركة فأرسل لنا رسالة