لما تولى الحكمَ يوسف ابن تاشفين واتلئب له أمره، وحّد بلاد المغرب وعَظُم صيتُه ورسخت قدمُه في الملك، فَسَمت همّته لبناء مدينة تكون قاعدةً لحكمه وعاصمةً لدولته، يأوي إليها بحشمه وجنده، وتكون حصنا له ولأرباب دولته ويخفّ بذلك على سكان أغمات حيث اشتكى له أشياخها ضيق المكان لما كثُر الخلق بها ذكر صاحبُ "الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية" أن الأمير يوسف بن تاشفين قال لهم: عَيّنوا موضعا نبني فيه مدينة إن شاء الله، فاجتمعوا أن يكون بناؤها بين بلاد هيلانة، وبين بلاد هزميرة، وقالوا له: [قد نظرنا لك أيها الأمير، موضعا صحراء، رحب الساحة، واسع الفناء، يليق بمقصدك]. فعين الأمير لجنة خاصة للقيام بهذه المهمة معتمدين معايير دقيقة في اختيار الموضع الذي حضي رضاه حيث تبينت اللجنة مقاصده وهو الذي عبر عنه ابن عذارى بقوله: [فنظروا له ذلك الموضع، لكي يكون وادي نفيس جنانَها، ودكالة فدانَها، وزمامُ جبل دْرْنْ بيد أميرها طولَ زمانها] ويخبرنا العلامة المؤرخ الثقة ابن أبي زرع في "القرطاس" بخصوص نشأة مراكش ما نصه: [... ودخلت سنة 454ه فيها تقوى أمر يوسف بن تاشفين، وكَبُر صيته، وفيها اشترى موضع تأسيس مدينة مراكش ممن كان يملكه من المصامدة، وسكن الموضع بخيام الشعر وبنى فيها مسجدا للصلاة وقصبة لخزن أمواله وسلاحه ولم يبن على ذلك سورا.] ولما شُرع في بناء المسجد، كان رحمه الله يحتزم ويعمل في الطين والبناء بيده مع الخَدَمة تواضعا منه. يحكي ابن المؤقت في "السعادة الأبدية": [والذي بناه يوسف هو الموضع المعروف الآن بسور الحجر من مدينة مراكش جوفا من جامع الكتبيين منها ويعرف اليوم بالسجينة ولم يكن بها ماء ... ] ثم حفر الناس بها آبارا وشرعوا في بناء الدور ولم تزل كذلك لا سور لها إلى أن تولى بعده ابنه الخلافة فعزم على إدارة السور عليها كما سيأتي مبينا إن شاء الله
جميل جدا
4vd1kf
95h7ov
9gnvn0
vkz0qt
yxrjtv
cxuutc
4ffrai
x2zmh3
2pumxj
dqx260
n0e8p4
nzxg5l
9eo9xb
tsd6br
vvmuhy
pk15e7
qzfayl
t9ndik
47i23p
1pjoud
أترك تعليقا