أنشر المقال

قصة بناء سور مراكش

لم تَزَل مراكش من حيث أَسسَت دارَ فقه وعلم، وصلاح ودين، وولاية وسر. قَدرُها كبير، وذِكرُها في كل زمان يَطير؛ خِطابُها من الملوك كثير، ومَحلها من النفوس أثير. تَوافد الناس عليها من كل صوب فكَثُرت الدور وبُنِيت القُصور وشُيدت المجامع وكَثُرت العيون ومازالت كذلك بدون سُور إلى أن اعتلى كرسيَ الخلافةِ السلطانُ علي المرابطي ابنُ يوسف بنِ تاشفين مؤسسِ مراكش وفي هذه الفترة أحدقت بمراكش الأطماعُ، وتَربص بها المُتربصون، فلما كانت سنة 520ه قَدِم الشيخُ الجليلُ والفقيه الكبير ابنُ رشد القرطبي الجد إلى مراكش، فَوجد الفتنةَ قائمةً بين السلطان علي بن يوسف المرابطي والمهدي بن تومرت مؤسسِ الدولة الموحدية. فأشار ابن رشد على السلطان أن يجعل سورا للبلاد لتحصينها من العدو، فشرع في حينِه واستمرت الأشغال على قدم وساق ورُغم سِعة البلاد دام البناءُ ثمانيةَ أشهر وأنفقَ عليها السلطانُ سبعين ألف دينار ذهبا. وفتح منه أبواباً كثيرةً باب اغمات: سمي بذلك لمُسَامَتَتِه (مقابلته) بأغمات وريكة باب أيلان: أصل هذه اللفظة 'هَيلانة' حذفت الهاء وعُوضت بهمزة على الألف تخفيفا مع مرور الوقت. وموجبه أن قبيلة هيلانة من المصامدة، وهي قبيلة جبلية صغيرة نزلت ببلاد جَدْميوة، كانوا يخرجون ويدخلون من هذا الباب فسمي بذلك. ومازال بهذه الحومة درب يسمى درب هيلانة. وبالقرب من هذا الباب يوجد ضريح العلامة القاضي عياض السبتي باب الدباغين: أحد أقدم ابواب مدينة مراكش التاريخية، ورغم كونه قد عرف العديد من عمليات الترميم طيلة العقود والقرون التي تعاقبت عليه، فإنه لايزال يحتفظ بوهجه الأثري وسمعته الثقافية والسياحية. ويرجع أصل التسمية إلى مجاورة الباب لدور الدباغة منذ تأسيسه باب الخميس: كان يسمى في بادئ الأمر باب فاس لمُسَامَتَتِه فاس، وفي آخر مدة ملك السعديين سُمي بباب الخميس لانعقاد سوق أسبوعي ذلك اليوم. باب دكالة: سمي بذلك لمُسَامَتَتِه بدكالة باب تَغْزوت: لما فُتح هذا الباب كان الناس يخرجون منه إلى الغزو فسمي بذلك باب الرب: كان هذا الباب منذ أن أُسس يسمى بباب الشريعة لأنه كانت تقام فيه الحدود زيد في عهد الموحدين باب القصيبة: أسسه السلطان يعقوب المنصور الموحدي حين أسس القصبة وفيها مسجده مولاي اليزيد العجيب ولا زال إلى الآن باب أَكْناو: أسسه السلطان يعقوب المنصور في عام 591ه حين أسس القصبة في نفس العام وجعل قصره فيها ومحل قصره الآن قبور الشرفاء السعديين. يفضي بك إلى القصبة الموحدية التي كانت تسمى في ذلك العهد بتمراكشت. يمتاز هذا الباب بزخرفة جميلة جدا ونقش مختلف تماما عن باقي الأبواب ويحمل اسما أمازيغيًّا، ومعناه "الأبكم" وأُطلق هذا الاسم "أݣناو" على العناصر الإفريقية التي لا يفهم كلامها عند المغاربة، فيقولون عنهم بالأمازيغية "أريساوال ستاݣناوت" أي "ينطق بكلام ݣناوي غير مفهوم". وقيل معناه العتروس باب أحمر: أسسه السلطان محمد بن عبد الله العلوي حين أسس قصره بالقرب من الباب وزيد أيضا في زمان ابن المؤقت صاحب "السعادة الأبدية في التعريف بمشاهير الحضرة المراكشية" عام 1334ه بابان أحدهما قرب المامونية (ويطلق عليه الآن باب الجديد) والآخر بوسط حديقة مولاي عبد السلام وللإشارة: مولاي عبد السلام الذي سميت الحديقة أو العرصة باسمه هو عبد السلام بن محمد بن عبد الله العلوي الضرير ولد سنة 1170ه/1756م وتوفي سنة 1228ه/1813م بفاس. باحث له اشتغال بالتاريخ من علماء الأسرة العلوية، كان واليا على سوس وتارودانت وله كتب منها: موارد الصفا في سيرة النبي عليه السلام والخلفاء اقتطاف الأزهار من حدائق الأفكار (في ترجمة والده) مضامين هذا المقال مأخوذ بتصرف من كتاب "السعادة الأبدية في التعريف بمشاهير الحضرة المراكشية" لابن المؤقت المراكشي*

التعليقات

Très intéressant. Merci beaucoup.

بالتوفيق سيدي زكرياء . مجهود مشكور لتعريف . الشباب بمدينة مراكش و حضارتها . بوركتم

3zi43g

hma9w7

x6femb

3s2s3e

07fvmt

5h0vxk

3whoes

wbwcmf

tmo1wp

erns87

yr8h26

v4epvd

fl04y1

qqckrs

y94cjv

3zrpes

rnv18l

bvvqsd

yt6lgh

kug2na

أترك تعليقا









أنشر المقال

إذا لديك سؤال، استفسار أو مشاركة فأرسل لنا رسالة